يسوع يدعو التلاميذ

8 Comments
إخفاء التعليقات

البث الحي
القائمة المفتوحة

شعار قسم مدونات
البشارة الملائكية العظيمة لمريم العذراء بقدوم عيسى عليهما السلام
علي الصلابي
علي الصلابي
مؤرخ، فقيه، ومفكر سياسي ليبي
11/7/2019
blogs سورة مريم
بعد أن اصطفى الله عزَّ وجل مريم عليها السلام وطهرها وأمرها بالاجتهاد في العبادة والمداومة على الطاعة، وأوصاها بالإخلاص، والخشوع والخضوع له سبحانه، تهيأت بذلك مريم عليها السلام للمعجزة الكبرى والآية العجاب وهي حملها بعيسى عليه السلام على خلاف العادة دون أب. قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (آل عمران: 45- 46). وكما بشرتها الملائكة بأنها المصطفاة الطاهرة جاءتها بشارة أخرى وهي أن المولى عز وجل اصطفاها لتلك المهمة العظيمة الشأن.

(إذ قالت الملائكة يا مريم):
جاءت البشارة عن طريق جمع من الملائكة الكرام، وفي سورة مريم أتاها جبريل عليه السلام ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ (مريم: 19)، ولا مانع من تكرار البشارة، بشرتها الملائكة أولاً وعلى رأسهم جبريل، ثم تمثَّل جبريل عليه السلام في صورة بشرية فأعاد بشارتها، فأعادتها لتعجُّبها، زيادة في الاطمئنان واليقين واستفساراً عن كيفية تحقق هذه البشارة العجيبة

إن الله يبشرك بكلمة منه):

عيسى عليه السلام كان ماسحاً يمسح بيده على المريض فيبرأ ويشفى، وكان ممسوحاً مسحه الله بالبركة، وباركه وكونه ماسحاً وممسوحاً جعله مسيحاً عليه السلام. وأما معنى المسيح عند النصارى فهو المكرّس للخدمة والفداء

وسمَّى الله عيسى عليه السلام بأنه كلمته في هذه الآية (بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم)؛ لأن عيسى خُلق ووجد بكلمة الله (كن) حيث أراد أن يخلقه خلقاً خاصّاً مباشراً، فقال له (كن)، وهذه هي الكلمة الإلهية، فكان ووجد كما أمر الله وهي الكلمة الواردة في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يس: 82)، لقد خلق الله عيسى عليه السلام بكلمة (كن)، وعبر عنه بأنه كلمة منه كما خلق آدم بكلمة (كن). وأحال القرآن الكريم المستغربين من خلق عيسى على خلق آدم الذي خلقه الله بكلمة (كن) دون أب أو أم، قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (آل عمران: 59). و(من) في قوله (بكلمة منه): حرف جر وهي ليست للتبعيض، بل هي لابتداء الغاية، أي أن هذه الكلمة من عند الله أي ابتدأت من عند الله وهي كلمة (كن).

وفي قوله تعالى (بكلمة منه) لفظة (من) ليست للتبعيض، إذ لو كان كذلك لكان الله متجزِّأً متبعِّضاً متحمِّلاً للاجتماع والافتراق، وكل من كان كذلك فهو محدَث، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل المراد من كلمة (من) ههنا ابتداء الغاية؛ وذلك لأن في حق عيسى عليه السلام لما لم تكن واسطة الأب موجودة، صار تأثير كلمة الله تعالى في تكوينه وتخليقه أكمل وأظهر، فكان كونه كلمة الله مبدأً لظهوره ولحدوثه، هذا معنى (من)، ومعنى كونه (كلمة) لا ما يتوهّمه النصارى والحلولية. وكلمة الله التي ألقاها إلى مريم هي عيسى ابن مريم (اسمه المسيح ابن مريم)، فالمسيح سمّي بكلمة الله؛ لأنه وجد من غير أب بكلمة (كن) على خلاف أفراد بني آدم، فكان تأثير الكلمة في حقّه أظهر وأكمل.

ج‌. (اسمه المسيح عيسى ابن مريم):
المسيح لقب، وعيسى هو الاسم، وابن مريم الوصف، ولقب عيسى هو المسيح، وورد هذا اللقب إحدى عشرة مرة في القرآن الكريم، ونرى أن لقبه (مسيح) جمع بين اسم الفاعل واسم المفعول، فمجموع الماسح والممسوح يكون (مسيحاً) صيغة مبالغة من المسح، فعيسى عليه السلام كان ماسحاً يمسح بيده على المريض فيبرأ ويشفى، وكان ممسوحاً مسحه الله بالبركة، وباركه وكونه ماسحاً وممسوحاً جعله مسيحاً عليه السلام. وأما معنى المسيح عند النصارى فهو المكرّس للخدمة والفداء.

وعيسى معناه السَّيد، وقيل: مشتق من العيس، وسُمّي به لأنه لونه -عليه السلام- كان أبيضاً مشرّباً بالحمرة، وعيسى أي: الخالص الذي يكون من شيء واحد لم يختلط بغيره، فكان خلْقه من شطر أمه فقط، دون أن يختلط هذا الشطر بشطر آخر من رجل فيكون أبا له ككل البشر. وابن مريم لقب لعيسى عليه السلام، ووردت جملة (ابن مريم) ثلاث وعشرين مرة في القرآن ينسب عيسى فيها كلها إلى أمه مريم. إن القرآن الكريم حريص على تمييز عيسى عليه السلام بالكلمات الثلاثة لما رافق خلقه وولادته وحياته من معجزات؛ ليؤكد على بشريته وينقض مزاعم النصارى حول ألوهيته، ونسبته إلى أمه مقصودة ومرادة؛ ليكذب من زعم أنه ابن الله، فالقرآن يبين لهم: أنه ابن مريم وأمه معروفة، أنتم تعرفونها عن يقين، فكيف صار ابناً لله مع أنه ابن مريم؟

سيكلم عيسى عليه السلام الناس في المهد، فور ولادته وذلك عندما يفاجؤون بمريم تحمله وتذهب بهم الظنون كل مذهب، فينطقه الله وهو ابن ساعات ويكلم الناس ويقدم نفسه إليهم، ويبرئ أمه من كل تهمة

(ووجيهاً في الدنيا والآخرة):
ومن صفات عيسى عليه السلام المذكورة في هذه الآيات: (وجيهاً في الدنيا والآخرة)، إنه ذو وجه ومنزلة عالية وذو شرف وكرامة عند الله في الدنيا وحفظه وحماه من أعدائه، وفي الآخرة حيث جعله في أعلى منازل الجنة مع سائر المرسلين، يقال هذا وجيه: إذا كان شريفاً يقدره الآخرون.؟

السيدة مريم العذراء يوم وُلدت ويوم وَلدت
وختاما أقول سلام الله عليك يا ستنا يا مريم بنت عمران يا طاهرة الطاهرات وأم معجزة المعجزات في يوم وُلِدتْ ويوم عشت ويوم وَلَدَتْ ويوم مت ويوم تبعثي. والسلام عليك يا سيدنا عيسى ابن مريم معجزة الله في خلقه وكلمته وروحه في يوم ولادتك ويوم رفعك ويوم نزولك و في كل وقت وحين. وكذلك السلام على سيدنا محمد رسول الله الأمين الذي اخبرنا عن ستنا مريم وابنها سيدنا عيسى عليهما السلام كما جاء بالقران و على جميع الأنبياء والمرسلين والحمد لله رب العالمين .
أنمنى ان تعجبكم
أقدم لكم تحياتي

اترك تعليقا

Scroll to Top